الوزير “والأربعين حرامي” ما بين غزة وتركيا
تركيا بلد فتيّ، هادئة وجميلة، ومساحات الحياة فيها واسعة، مناخها العام معتدل – على الأقل في الفترة التي زرتها فيها – وأهم ما جعلها ترتقي حضاريًا وتتقدم اقتصاديًا وتؤثر في كل حضارات العالم ثقافيًا هو..
لحظة، أراهن أن المقدمة السابقة لم تكن اهتمامك حين قرأت العنوان، فالذي جاء بأناملك لقراءة الصفحة بالدرجة الأولى مشاكسة الوزير والتقليل من شأن المشاركين ومعرفة المزيد من فضائح إدارة وفد الشباب الفلسطيني مع كثير من الجدل والنقاش بعيداً عن نطاق الفائدة، جعجعة بلا طحن وقدح وتجريح بلا أدلة ولا قرائن هو ديدن دأب عليه كثير من شبابنا في غزة.
ما هي معايير اختيار الشباب المشارك في الوفد وما هي قدراتهم وطاقاتهم؟ ولماذا هؤلاء دون غيرهم؟ وكيف أطلقتم عليهم لقب سفراء الشباب ونحن لم نفوّض أياً منهم؟ لماذا جلهم من لونكم وطيفكم بعيداً عن الفصائل الأخرى؟
لا تتوقع أن أجيب على أي منها وإلا لاستوينا في الجدل ونسينا الغاية الأسمى.
وفد الشباب الفلسطيني الذي سافر إلى تركيا تعرض لصدمة ثقافية حضارية عالية التأثير، هزت كيانه فكريًا وغرست في أعضائه -بدرجات متفاوتة- بذرة التغيير، بعدما أصيب بعدوى التفكير بحكمة والنظر للأمور من زاوية أخرى ما كان يدري بوجودها.
شحنة الحكمة أرست قواعدها جولة سياحية لأعظم المعالم الإسلامية بأصالتها وعبقها.
أما ارتقاء معدلات التسامح في المشاركين لأعلى درجاته فكان بعد نظرة أولى لأجناس مختلفة ثقافياً وفكرياً وعقائدياً تمشي جنباً إلى جنب وتبني سوياً في بلاد تتسع للجميع، مقياس التفاوت هو مقدار العطاء لا الشكل ولا اللبس ولا العرق ولا الدين.
جاءت بعدها مجموعة من اللقاءات على مستوى عالي مع مسئولين وأصحاب قرار، وشباب وأطياف أخرى من المجتمع لتصقل التجربة وتعطي الشباب جرعة جديدة من أساليب الفهم، فالإنسان يحظى بشطر كبير من العلم بالتلقي..
فهل ترون أنه من الحكمة أن نبدد الطاقات في جدل عقيم حول لماذا هؤلاء وكيف خرجوا؟
لم يكن أحد في وداع الوفد من غزة لأنهم لم يعرفوا، وكذلك لم يكن أحد في استقبال الأربعين لأنهم لم يهتموا.. تكبد الوفد في رحلتي الذهاب والإياب أشد أنواع الإذلال على معبر رفح وفي مطار القاهرة ولم تصله رسالة مواساة تخفف من مصابه وتهون عليه وعثاء السفر.
حاول المغرضون التقليل من شأن الوفد بدعوى أنه لم يتحدث عن فلسطين ولا معاناتها، وفي حقيقة الأمر لم يكن همّ هؤلاء فلسطين ولا القضية بقدر شهوة معظمهم للسفر للخارج، والشعور بالنشوة بالاختيار والاحتفاء والتكريم..
نسي معظمهم أن معبر رفح البري كان مغلقاً عند وصول الوفد إليه ولا يسمح إلا للحالات الإنسانية ولثلاثة أيام فقط في الأسبوع، وبعد زوبعة أثارها الوفد على بوابة المعبر صدر قرار من الجانب المصري بفتحه طيلة أيام الأسبوع ولكل الفئات؛ ليثبت أن من بين هؤلاء الشباب نشطاء فاعلون ومؤثرون على صناعة القرار.
رغم ذلك تبقى نظرتنا للأمور لا تراوح مربع “الأنا” : لماذا فلان وليس أنا؟ وفي يمينه قائمة بمثلبة واحدة على الأقل لكل مشارك تمنع من انضمامه للوفد: هذا كبير، وهذا صغير هذا منظم وهذا غير منتمي، هذا مدخن وهذا ملتحي، هذا مجهول وهذا غير مبدع، هذا ناشط جداً، وهذا غير كفؤ، وهكذا كل صفة وضدها هي خطأ في حق المشاركين وصواب في حقه وسبيل له بالمشاركة دون غيره.
نحمد الله أن التركية هي اللغة الرسمية في تركيا، وقلة منهم يعرفون العربية وأقل منهم يعرفون الإنجليزية، وإلا لأصابهم الإحباط بعد قراءة ما تداولته صفحات فيس بوك الأصدقاء في غزة والإعلام في فلسطين إبان زيارة الوفد لتركيا..
تركز السؤال منذ خروج الوفد حتى عودته حول معايير الاختيار وكيفية التنظيم..
ولم يكلف أحد خاطره في السؤال عن كيفية الاستفادة من تجربة الشباب العائدين
وهل سيقدر معه على اكتشاف السر الذي قاد تركيا تحو حضارتها كيما يقبس منه نورًا لفلسطيننا؟
لم يتلق أحد من الوفد اتصالاً بغرض التشبيك لنقل الخبرة في لقاء أو ورشة عمل أو ندوة..
لم تصل الوفد رسالة تهنئة رسمية ولا شخصية بسلامة العودة بلا لمز ولا شبهة غيرة..
لم يتوجه أحد لوزارة الشباب والرياضة لتسجيل ملاحظاته واقتراحاته على الوفد بهدف النقد البناء..
لم يفكر أحد في تسيير وفود جديدة لبلاد تفتح صدرها لأهل فلسطين..
أحبابنا الكرماء:
الأربعون حرامي الذين سرقوا الفرصة منكم على استعداد لوضع نتائجها وخبراتها بين أيديكم، لأن من ضمن ما تعلموه في رحلتهم أن المعارضة شكل آخر للاشتراك في صناعة أي قرار طالما يعود بالنفع على الجميع، وكلما كانت المعارضة قوية سعى الطرفان للعطاء بقوة.
انا بس عندي سؤال واحد .. مفش من الاربعين حرامي ولا حراميه ؟؟!!
مش شايفه ولا بنت ؟؟ ولا البنات ما بينفعوا يصيروا قياديات ؟؟ او يمكن عيب !! او حرام !!
فعلا هذه هي الصوره الحضاريه الفلسطينيه الي وضحت للغرب
كيف تعطون المنحة لأبناء طيفكم فقط مع أنها للشباب الفلسطيني الذي يستحقها؟ على الأقل وجب التنويع من باقي الفصائل، وبعد كل هذا تخرج بحجج لا تقنع عاقل حتى، وكثيرون ممن أعرفهم خرجوا في هذه المنحة وهم لا يستحقوها ولا على صعيد واحد إلا لأنهم من أبناء التنظيم، ولو كنتم أصحاب حق كما تدعون لاخترتم المشاركين فيها بطريقة شورى مما يعطيكم حجة في أمركم، ومن ثم نكون نحن على خطأ!!!
وتحمد الله أن التركية هي لغتهم حتى لا يعو كذبكم وخداعكم…
عجيب أمركم تريدون أن يسكت الناس وأن لا يعترضوا وقد اختير المشاركين في المنحة سراً والغالبية العظمى منهم من طيف واحد!!! وتستغرب إنكار كثير من الشباب، لا وبل تطالب بأن يحترموا الأمر….
مقال رائع ومبرر لـ بعض الأسئلة والمتاهات !
لكن اود إعلامك .. انه يوجد العديد من الملاحظات التي قمنا بمناقشتها .. والتي نسعى لمقابلة د.المدهون لطرحها .. والنظر فيها !
لكن الاجابة كانت بأنه منشغل في الفترة الحالية : )
نقطة ثانية .. ” .. على استعداد لوضع نتائجها وخبراتها بين أيديكم ” هل علينا السؤال عنها .. ام يجب على الأربعين .. أن يقوموا بطرحها ونشرها لتعم الفائدة !
شكرا لك
تحياتي عزيزي ابو فارس
شكرا على مقالك الرائع، ويسعدني أن انوه ان الالتزام والانضباط كان سمة غالبة على الشعب التركي الذي بنى حضارته ومجده مستعينا بتلك الضوابط التي نفقدها في مجتمعنا، وليتنا نتطلع الى تجارب تدفعنا للرقي، ولا نلتفت للمنظور الشخصي فقط.
الأربعون حرامى الذين سافروا الى تركيا لم نسمع عنهم الى اخبار قليلة جدا
و لم نعلم عن ذهابهم الى تركيا ليمثلو شباب فلسطين الى عند وصولهم الى تركيا
الاربعون حرامى الذين ذهبوا الى تركيا : لماذا لم يطلعو فى مؤتمرصحفى عند وصولهم الى غزة عن الانجازات الذى حققوها (طبعا اذا حققوا شى ) .
أخى العزيز انتم ذهبتم الى تركيا سرا و رجعتم الى تركيا سرا
فكيف نعطى اهتماما الى الىكم
تحياتى الك
mohammed Abodiab
المقالة جميلة والعنوان “الفخ” رااااائع.
شكرا لك
شكرااااااااااااااااااا