الحياة في مدينة الصواريخ
إنهم يطلقوا عليها “مدينة الصواريخ”، لأكثر من عقد من الزمان يعيش الإسرائيليون في سديروت جنوب إسرائيل تحت هجوم يومي تقريباً من الصواريخ القادمة من قطاع غزة.
(نعوم بدين) يظهر معرضاً للشظايا قائلاً: هذه مجموعة بسيطة جداً من بقايا الصواريخ التي تسقط على هذه المدينة.
المذيع: هل هذه الصواريخ تقتل الناس هنا؟
نعوم: بكل تأكيد، أكثر من 44 شخص قتلوا هنا، بالإضافة لما يزيد عن 1200 جريح أصيبوا إصابات بالغة من الصواريخ في شتى أنحاء المدينة، وفي نفس الوقت فإن المنطقة تعرضت للدمار الكامل.
***
(ديفيد بوسكيلا) ولد وترعرع في (سديروت) وعمل فيها كمحافظ لما يزيد عن 14 عاماً.
المذيع: هل تحب هذه المدينة وتحب الشعب هنا
بوسكيلا: بكل تأكيد.. من لا يحب هذه المدينة لا يمكنه العيش فيها.
المذيع: يوما بعد يوم أنت تتعامل مع هذا النمط من الحياة وهذا الكم من الصواريخ التي تمطركم يومياً، أتساءل كيف يمكنكم التعايش في هذا الوضع؟
بوسكيلا: شهدنا في عام 2001 سقوط أول قذيفة على هذه المدينة، ومنذ ذلك الحين تعرضنا لأكثر من 8000 قذيفة، نعم، 8000 قذيفة سقطت على سديروت فقط، إنها مدينة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 5.5 كم مربع، وعدد سكانها لا يزيد عن 35 ألف مواطن..
المذيع يهز رأسه متألماً متعجباً مستغرباً.
بوسكيلا: تخيل 8000 قذيفة ضربت كل منزل في هذه المدينة، كل شقة وكل شارع.
يقول (بوسكيلا) إن الكثير من الإسرائيليين هنا أصبحوا يعانون من أزمات واضطرابات نفسية، لذا فقد صحبني المحافظ في جولة في المدينة لمكان نرى منه مدى قرب قطاع غزة.
بوسكيلا: هذه هي الحدود، إنها على بعد 840 متر، تقريباً نصف ميل.
المذيع: هل يمكنهم إطلاق الصواريخ من هنا، من هذه الأبراج؟
بوسكيلا: نعم إنهم يطلقون الصواريخ على محطات توليد الكهرباء هنا، نحن نمدهم بالكهرباء، وهم يطلقون الصواريخ على محطات التوليد، وبعدها يشتكون للعالم أن غزة تعيش في الظلام، هل ترى هذا التناقض
عندما يسوق شخص سيارته في شوارع مدينة سديروت الخالية، يغلق المذياع ويفتح النوافذ يصب جل انتباهه لصت صفارة الإنذار ؛ لأن الأحوال بعدها تنقلب رأساً على عقب الكل يبحث عن مكان آمن للاختباء
المذيع: أنا الآن في ساحة من المفترض أنها ملعب للصغار، هذا أنبوب ألعاب للأطفال، ولكنه يختلف فهو أنبوب اسمنتي ضخم يستخدم كدرع ضد القذائف، وعندما يأتي الصغار هنا للعب، وتُسمع صافرات الإنذار فإن كل ما لديهم هو 15 ثانية فقط للاختباء داخل هذا الأنبوب لحمايتهم من القنابل المتساقطة
***
المذيع: كيف تؤثر طبيعة هذه البيئة على نمو الصغار؟
(هاجر) المختصة النفسية: كنت أتحدث لأحد الأطفال قبل يومين بعد إطلاق صافرات الإنذار كان مرعوباً جداً، عمره فقط سنتين، ولكنه لم يتمكن من تخطي هذه الأزمة.
***
لم يؤثر فيّ أكثر من مقابلة جيوت أراجون، ففي يناير 2010 كانت تجلس في بيتها مع ابنها الكبير (نيير) ذي الأربعة أعوام الذي يلعب مع طفلة جيرانهم على الكمبيوتر ، حين ضرب صاروخ سقف المنزل في المنطقة التي كانوا يجلسوا فيها.
جيوت: القذيفة جاءت من السقف، ودخلت الغرفة، تدمرت الغرفة كلياً فوقنا بانفجار عظيم، فطارت الفتاة لركن الغرفة، أما أنا فقد أصبتُ بشظايا في رأسي، وبعد عملية جراحية تمكنوا من استخراج 3 شظايا من رأسي، وبقيت واحدة داخل المخ على عمق بعيد لم يتمكن الأطباء من الوصول إليها.
مرت على حادثة جيوت أكثر من عام ونصف ولكن لم تكن تلك مشكلتها الوحيدة، فابنها الذي يبلغ ست أعوام الآن لا يزال يخاف من النوم في غرفته، وتضطر العائلة للمكوث في غرفة الملجأ ثلاث مرات كل ليلة. ولكن لماذا تصر على البقاء هنا؟
جيوت: إنها بلدي، إنها مدينتي، ,ولدت هنا وأحبها جداً، وإذا أردت الخروج من هذه المنطقة فأسأضطر لبيع البيت، ولن يشتري أحد بيتاً في (سديروت)، لن يُقدم أحد على حماقة ترك البلاد في الخارج للعيش تحت القصف، ولكن بالرغم من ذلك أخبرك أننا نحب هذه المدينة جداً.
المذيع: كيف يؤثر عليكِ سماع صوت الانفجارات خصوصًا وأن الصواريخ مازالت تضرب هنا؟
جيوت: كل مرة أسمع صفارة الإنذار أعود بالذكريات لتلك اللحظات المؤلمة، وعندما أنزل للملجأ أجلس أبكي بحرارة مرات عديدة
المذيع: هل تؤمني بأن الله يحميك؟
جيوت: نعم.. أؤمن بذلك.
المذيع: ألست غاضبة من الله لأنه سبّب لك هذا؟
جيوت: لا.. كلما فكرت بما مررت به أعتقد أن ما حدث كان عبارة عن معجزة، فقد شملني الله بحمايته، ومنحني الحياة في هذا العالم من جديد، لأجل أطفالي، وكل صباح أشكره على ذلك، لم أكن مؤمنة بهذا القدر من قبل، ولكن منذ ذلك الموقف أنا أشد إيماناً بالله.
Scott Ross- CBN
سديروت – إسرائيل
بعد انتهاء التقرير يأتي تعليق (بات روبربتسون) مقدم برنامج The 700 Club الشهير:
“يا لشجاعة هؤلاء القوم وحبهم لوطنهم.. وبالرغم من هذا الكم الهائل من صواريخ حماس على هؤلاء الضحايا مازلنا نسمع أصواتاً تنادي بالتعاطف مع غزة والإرهابيين فيها”
هذا ما يراه “العالم الذي يعيش على هذه الأرض” في بلاد ما وراء البحار على محطات التلفزة العالمية من التغطية الإعلامية لما يحدث في غزة..
ترى من بقي لدينا في القائمة لنلقي عليه اللوم؟
التقرير كاملاً على الرابط التالي:
قناة CBN الأمريكية
بصراحة تقريره مُقنع لمن لم يعايش الوضع في غزة.
ويظهر بتقريره حالات إنسانية يتعاطف معها من يسمعها.
أعتقد أن تقريره قوي يحمل ذريعة استمرار الجيش حملته بقتل الأبرياء في غزة.
نحتاج لجهد كبير ليصل صوتنا نحن الآخرين لمثل وكالات أنباء كهذه.
لنبين المعاناة الحقيقة وليست المزيفة.