خمس دولارات سحرية!
الرحلة:
عندما نزلنا في الفندق في واشنطن العاصمة اهتديت لمكان ماكينة البيع الآلية (vendor machine) خلف الممرات، بالمناسبة كل شيء هنا تقريبًا يباع في هذه الماكينات، الصحف، الماء، السكاكر، العصير، المياه الغازية، الشوكولا، التذاكر، حتى الخضروات والفواكه..
ولأنني في بلد متحضر أردت أن أجرب حظي مع ممارسة الحضارة، وضعت ورقة مالية من فئة 5 دولار في الماكينة ثم اخترت رقم الشوكولا التي استهوتني، ثم موافق، سبحان الله، تحركت من مكانها ونزلت في صندوق بالأسفل وبعد لحظات على الجانب المالي نزلت الفكة، رائع.
هادا شي عادي، شو الرائع فيه؟
الرائع.. بعد الفكة، خرجت الخمس دولارت الورقية مرة أخرى..
شو؟ أكيد كاميرا خفية! نظرت حولي لا شيء.. لا أحد..
جربت العملية مرة أخرى، وبالفعل نزلت الشوكولا والفكة ورجعت الخمس دولارات. يا لها من 5 دولارات سحرية!
للأمانة أقول وسوس الشيطان لي بكبشة من المصايب أذكر منها:
لا يرانا أحد هنا في ممر خلفي، هذه فرصة عظيمة لجني مئات الدولارات في ثواني..
هادول كفار ويجوز سرقتهم..
هادول أصلاً بيكسبوا مئات الآلاف ومش راح تفرق معهم ماكينة فيندر ماشين عطلانة..
هادا العطل أجالنا من السما عشان نغنى بالغلط..
ثم في ثانية واحدة قررت الذهاب لمسئولة الاستقبال أسألها عن الخلل، وقد غلب على ظني أن هذا الخلل مقصود ليقيسوا أمانة الناس وصدقهم، ذكرت لها المشكلة وأنا أمني نفسي بعبارات المديح والشكر على أمانتي وانبهارها بنبل أخلاقي وأصالة معدني و..
فأجابت في برود: إذن كم المبلغ المفترض أن تدفعه لنا؟ (نعم ياختي؟)
تعلمت:
الأصل في الناس التحلي بالقيم والمبادئ الأصيلة كالأمانة والصدق والنزاهة وهو شيء افتراضي..
وأساس في كل البشر وليس إنجاز تستحق عليه التكريم والثناء!