غرد بلغة قومك – الفطرة السليمة
قال تعالى في سورة النمل على لسان الهدهد: «أَلاّ يَسْجُدُوا للهِ الذَّي يُخْرِج الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ»
الهدهد بفطرته السليمة استنكر على العباد السجود لغير الله خالقهم وهو يعلم ما يخفون وما يعلنون.
الهدهد تحدّث بما رأى، ونطق بما شهد عليه بنفسه، ولم ينقل عن “مصادر مطلعة” من مجموعات واتس آب ولم يقتبس من “مصادر موثوقة”، ولم يشارك منشورًا من صفحة فيسبوك مشبوهة، ولم يغرد تغريدات مخادعة على تويتر؛ لأنه علم أنه مؤتمن على كل ما ينشر فتحرى الدقة إلى أبعد مدى.
الهدهد دعّم حديثه بصفة من صفات الخالق، وهذه الصفة جاءت من واقع حياته، فـ “الخبء” هو الدود المخبأ في الأرض، وهو طعامه الذي اعتاد في حياته البحث عنه، بمعنى انعكست بيئته على ثقافته وكلامه، ولم يخجل من لهجته ولم يغيّر مصطلحات قومه، ولم يتعالى على طبيعة حديث بني جنسه، سواء كانت بالقال أو بالآل أو بالـgـال. .
الهدهد يعرف أن طعامه في الأرض ويؤمن أن الذي دبره له هو الله في السماوات، فأعطانا تشبيهًا قويًا يؤكد أنه على يقين أن رزقه قد قسمه الله له في السماء وفي الأرض على حد سواء.
هذا هو إيمان الهدهد الذي حمل لنا جملة من القيم بفطرته السليمة أثناء طيرانه وتغريده ونقله للأنباء والأخبار بين الأقطار.. ترى كم نفتقد من هذه القيم ونحن نغرد ونبحر وننقل الأخبار على منصات مواقع التواصل الاجتماعي؟