كيف ستحبط إسرائيل مسيرة العودة الكبرى؟
تخشى إسرائيل التعامل مع الأحداث التي لا تعرف قوتها؛ لذا تعتمد على المعلومة بشكل كبير في اتخاذ القرار، ولكن هذا لا يمنعها من وضع خطط بديلة، ولاشك أن #مسيرة_العودة_الكبرى التي يخطط لها الشعب الفلسطيني في #يوم_الأرض تؤرق الاحتلال وتجبره على وضع كافة الاستراتيجيات المحتملة للتعامل معها.
وكي تحبط إسرائيل مسيرة العودة فإنها ستسعى بداية لإخراجها من مربع السلمية إلى العنف، ثم تتخذ عنفية المسيرة ذريعة لها للرد بالطريقة التي تراها “مناسبة”.
أما عن الخطط البديلة المحتملة فهي:
الفأر والجبنة:
وفي أولى محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاستدراج المقاومة لمربع العنف فسيعمل على نظرية الجبن والفأر، بحيث يفتح شهية المقاومة لصيد ثمين يلقيه له في طريق العودة، كي تبدأ المقاومة بالعنف ويوثّق الجيش هذا التعدي ويرد عليه بالطريقة التي تقضي على سملية المسيرة.
شوكولاتة:
طرح الوزير شتاينيش في اجتماع الكابينت الإسرائيلي فكرة إلهاء المواطنين بإنزال مظلي للأدوية والمواد الغذائية في عمق المنطقة من باب التفريج عن سكان قطاع غزة في محاولة لصرف الأنظار عن التقدم في مسيرة العودة نحو الحدود، ويهدف الاحتلال من خلال هذه الإشاعة قياس نبض الشارع وتفاعله مع الفكرة، خاصة وأن الطرود ستعج بالأغذية والأدوية والشوكولاتة!
انفراجة:
على مدار 11 عامًا من الحصار صارع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة العديد من الأزمات التي تعرفها إسرائيل جيدًا، وتملك مفاتيح التحكم في إدارتها، وإعلان مفاجئ عن فتح معبر رفح البري لمدة أسبوع كامل في كلا الاتجاهين، أو دخول كمية كافية من الكهرباء أو الوقود أو المنتجات الغذائية على معبر كرم أبو سالم من شأنه أن يصرف أنظار الشعب والإعلام والحكومة بعيدًا عن مسيرات العودة والخط الزائل وشارع جكر.
صاروخ عبثي:
تسعى إسرائيل لزعزعة الجبهة الداخلية من خلال الإشاعات أو العملاء أو المتساوقين مع روايتها، ويمكنها أن تجنّد من يلقي صاروخًا عبثيًا من قطاع غزة أثناء تقدم المسيرة، أو من يحرق الأعلام أو إطارات السيارات أو يلقي الحجارة أو يقدم على أفعال عنفية غير مسئولة.
أزمة بديلة:
تتفنن إسرائيل في لفت أنظار الإعلام من خلال خلق أزمات بديلة، مثل الإنفراد بالمصلين في المسجد الأقصى، أو عملية اغتيال وحشية لشخصية قيادية، أو اجتياح لمدينة من مدن الضفة، أو محاصرة مجموعة من المقاومين في نفق، أو فتح أي جبهة مواجهة في منطقة فلسطينية أخرى، تبقى كلها خيارات متاحة أمام الاحتلال لتجعل الفلسطيني في حيرة ما بين واجبه في التعامل مع هذه الأزمة أو المضي قدمًا في مسيرة العودة.
خلاصة:
إذا كانت خيارات الاحتلال متباينة، فخيارات الشعب الفلسطيني تتمحور حول سلمية المسيرة، وحشد أكبر عدد للاعتصام لأطول فترة ممكنة.