هل السودان سلة غذاء العالم فعلاً؟
هناك مقولة عن خصوبة أرض السودان وصلاحيتها للزراعة تقول:
لو رميت مسمار على الأرض راح تطلع لك شجرة مسامير
لذلك جعلت المواردُ المكتشفة السودانَ أحد أهم المطامع الأمريكية، حيث يوجد فيه احتياطي نفط أكبر من السعودية، وفيه ثالث أكبر احتياطي يورانيوم في العالم يزيد عن 1,5 مليون طن!
وتعتبر السودان واحد من أكبر ثلاث بلاد في أفريقيا من حيث المساحة، وواحد من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الصالحة للزراعة، مما يجعله “سلة غذاء” عالمية مؤكدة.
السودان هو أكبر بلد منتج للسمسم في العالم، يأتي ترتيبه الثالث بعد الهند والصين، وهو أيضًا من دول العالم الأكثر إنتاجًا للذرة والبامية والفاصوليا والفول السوداني والتمر.
وإذا كنت من عشّاق الطبيعة فـ (محمية الدندر) اسم لابد أن يمر عليك، لما فيها من أنواع نادرة من الحيوانات، غابات ومحميات السودان الطبيعية لا يوجد مثلها في أي مكان في العالم.
يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الماشية؛ لذا يعتبر من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية، وينافس دول العالم المتقدم في عدد الأبقار.
أما ممّا ما لا ولن يخبرك الإعلام به عن السودان، فالسودانيون هم الأكثر نزاهة عربيًا على المستوى الشخصي، وثاني الشعوب على المستوى العالمي نزاهة بعد إيرلندا حسب تقرير الأمم المتحدة للنزاهة الشخصية.
وعندما يسلّم عليك السوداني لا يفك يده من يدك حتى يسألك عن حالك وأحوالك وحال أهلك وأقاربك فردًا فردًا لو كان يعرفهم، هو كريم، مِضياف، “عزّيم” يصر عليك لتتناول المزيد من الطعام طالما أنه عزمك على وليمة.
كما توجد في السودان الكثير من المؤسسات والأحياء بأسماء فلسطينية، أو بأسماء شهداء فلسطينيين مثل: حي القدس، شارع الأقصى، حي غزة، شارع محمد الدرة، شارع يحيى عياش.
لكن قد تلاحظ أن البلد مستخدم حد الانهاك، ويحتاج لجولة صيانة، معظم الأماكن والمؤسسات كما هي منذ قديم الأزل، ترى أطنان الغبار تغطي كل شيء حولك تقريبًا، لدرجة أنني قلت ذات مرة لصديقي همام ممازحًا: “لو شلتم الغبار عن الطيارة راح تصل أسرع”
البلد فيه الكثير من المصادر والخيرات والثروات الطبيعية، لكنه منهك بالحصار والحظر والتقلبات السياسية المفتعلة من جهات خارجية، جعلته لا يتقدم بزعم دعمه للإرهاب، الحظر التجاري والتحييد والتهميش العالمي أنهكه وشغله في شئون تافهة بعيدًا عن ريادة الإنتاج واستثمار الفرص، المسمار الوحيد الذي يهم العالم وإعلامه هو الذي يُدق في نعش اقتصاد السودان وحياة مواطنيه..