كيف يُعيد الاحتلال رسم خارطة قطاع غزة بالقوة؟

في ظل العدوان المستمر، لا يكتفي جيش الاحتلال بالإبادة والتهجير، بل يُنفّذ على الأرض مشروعًا خطيرًا يتمثل في إعادة هندسة الجغرافيا الفلسطينية داخل غزة، عبر فرض ما يُسمى بـ”المنطقة الأمنية العازلة”، وتقطيع أوصال القطاع إلى خمس “كانتونات” مغلقة.
المنطقة العازلة وحدها تُقدّر بنحو 30% من مساحة قطاع غزة، وتُصنّف من قبل الاحتلال كمناطق “يُمنع دخول المدنيين إليها”، ما يعني فعليًا اقتطاع جزء من القطاع وفرض وقائع احتلال جديدة.
أما المخطط الأخطر، فهو تقطيع غزة إلى خمس مناطق معزولة عبر خمسة محاور رئيسية، تُستخدم للتحكم العسكري الكامل، ومنع التواصل الجغرافي بين السكان:
1- محور جباليا “مفلاسيم”
من كيبوتس مفلاسيم شرقًا إلى بحر السودانية غربًا
يعزل بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا عن مدينة غزة.
2- محور نتساريم
من كيبوتس بئيري شرقًا إلى حي الشيخ عجلين غربًا
يفصل غزة والشمال عن الوسط والجنوب، ويُعد أبرز المحاور العسكرية.
3- محور كيسوفيم
من موقع كيسوفيم العسكري شرقًا إلى مواصي خان يونس غربًا
يستخدمه جيش الاحتلال للتنقل والتمركز العسكري داخل غزة.
4- محور ميراج
من كيبوتس “نير يتسحاق” شرقًا إلى مواصي خان يونس غربًا
يعزل محافظة رفح بالكامل عن بقية القطاع.
5- محور صلاح الدين “فيلادلفيا”
من كرم أبو سالم شرقًا إلى مواصي رفح غربًا
يفصل غزة عن مصر تمامًا، ويقطع آخر شريان خارجي محتمل.
هذا التقسيم الممنهج ليس عسكريًا فحسب، بل سياسي واستيطاني بامتياز، يهدف إلى ضرب وحدة غزة الجغرافية والديمغرافية، وتحويلها إلى جزر بشرية معزولة، سهلة السيطرة والتفكيك.
التصدي لهذا المخطط يبدأ بالوعي، والتأكيد على أن ما يجري ليس مجرد معركة، بل معركة حدود وهوية ووجود.