لماذا وسم لما كنت صغير؟
لاحظ كثير من الشباب في غزة مؤخرًا زيادة حدة النقاشات على فيسبوك وانتشار الجدل بشكل كبير، والتطرق لمناقشة الأحداث والأخبار كلها صغيرها وكبيرها، مما أدى لارتفاع الصوت وحدته، إلا أنه صوت خرج منا ليعود لنا ويؤثر علينا، وكأننا في حصار من نوع جديد، نعم هو أشبه بقفص زجاجي أو فقاعة إلكترونية تحيط بالمتواجد على هذه الشبكة العملاقة، بعدما دشن فيسبوك خوارزمية Edge Rank التي تعنى بحصر منشورات الصفحة الرئيسية على الأقارب والزملاء والمعارف وأهل البلد وأصحاب الاهتمام والمزاج المشترك،أصبحنا لا نرى إلا أنفسنا ولا نسمع إلا صوتنا ولا نجلد إلا ذاتنا..
من أجل ذلك كان لابد من التفكير في اتجاهين:
الأول: الخروج من الصندوق بفتح المجال للمنشورات لتصل لآخرين ليسوا ضمن قائمة الأصدقاء، وذلك بتعزيز فكرة الهاشتاج ( # )، ودمج أكبر عدد ممكن للتغريد والنشر على نفس الكلمة المفتاحية.
الثاني: البحث عن الصفات الجميلة المشتركة بين الشباب خاصة، التي من شأنها أن تعزز روابط الحب والتسامح؛ ولا أجمل من مطالعة صورهم وهم صغار، تكسو البراءة ملامحهم وتتدفق الآمال الواعدة من عيونهم.
لذا جاءت فكرة هاشتاج #لما_كنت_صغير تطلب من كل شاب نشر صورة له وهو صغير وبجانبها صورة مشابهة لها وهو كبير، وقد كان، وانتشر بسرعة البرق بين الشباب ومعه انفجرت شلالات من التعليقات والضحكات والابتسامات، وذابت الخلافات أو كادت أو ربما تجاهلها أصحابها في هدنة غير معلنة.
مهما كانت العلاقة بينك وبين أحدهم مضطربة، جرب النظر لصورته وهو طفل يلعب أو يضحك أو يبكي أو يستغرب وجوده بين أيدي الكبار..
اسأل نفسك عن شعورك حين ترى غريمك وهو طفل مكتنز الوجه، أو حافي القدمين، أو يرتدي عقالاً كشيخ عربي صغير، أو يحمل مسدساً أو يضع فيونكة قديمة؟
ماذا لو لم تتغير نظرته ولا ملامحه منذ عشرين عامًا، ولم تفارق ابتسامته وجهه الصغير كما الكبير؟
ذلك كله سيزيل من نفسك أي ضغينة أو دفينة تجاه هذا الصغير مهما أساء لك، على الأقل لأنك تراه الآن طفلاً..
وعلى رأي نزار: “فأنت كالأطفال.. يا حبيبي.. نحبهم مهما لنا أساءوا”
نماذج من المنشورات: