كارچو ڤار هاليت بيه
عندما استقر المقام بي في السكن الطلابي بدأت أشتري ما أحتاج من خلال تطبيقات الشراء عبر الإنترنت؛ لأنها متاحة بالإنجليزية، وأنا لا أعرف التركية حتى أشتري فضلا عن التفاوض، لذا طلبت من أمين المعهد أن يُدخل عنوان إقامتي في التطبيق، وهو شاب خلوق يعرف الإنجليزية قليلا و”شوكران” بالعربية، ويحب فلسطين وفريق جالاطة سراي.
وبالفعل بدأت بطلب الملابس، العطر، أدوات الحمام، بعض الوجبات..
كل مساء أرجع للمعهد أمر على الأمين، فيقول لي: “كارچو ڤار هاليت بيه”
“هاليت” هو اسمي مكسر سالم
أفهم أن الطلب الذي طلبته بالأمس قد وصل، يسلمني إياه وأصعد للغرفة أتفقده..
ذات إجازة توقفت عنده وأنا أحمل الطلب المغلّف ولم أصعد، فسألني والفضول يكاد يقتله: ماذا طلبت اليوم؟
قبل أن أجيب.. تراجع عن سؤاله واعتذر وأبدى أسفه بسرعة خمسين كلمة في الثانية
وتجلت علامات الأسف على ملامحه وهو يبحث عن أزرار ctrl+z كي يمحو السؤال من ذاكرتي..
أخبرته بهدوء أن هذا المغلف يحتوي على ملابس داخلية طلبتها لنفسي لأني لا أتقن الشراء مباشرة من المحلات بسبب حاجز اللغة..
عاد يعتذر مجددًا عن تطفله وسؤاله عما لا يجوز له.. اعتبرها كبيرة ولا يحق له مثل هذا السؤال..
بعدها صار يصحبني بنفسه ليساعدني في التعرف على طرق وأساليب الشراء وكيف أفاوض البائعين..
ورغم مرور عشر شهور على الموقف مازال ياسين يتصل بي ليسألني إن كنت في حاجة لأي خدمة ومازلت أشعر أنه بذلك يعتذر عن السؤال!