عذراً سيدي.. لا يضيرك نباحهم
عذراً سيدي.. ومثلي ليس يعتذر.. عذراً إن شتمك من هم أراذلنا بادي الرأي، وسبّك سفهاؤنا، وقالوا فيك قولاً شططاً.. فما وعوا مكانتك ولا رعوا.. وفي العلياء كنت ومازلت نجماً به الأمة تهتدي وبعلمك تقتدي، معك القذيفة والكتاب الخالد، يقودك الإيمان نعم القائد..
فاعلم سيدي أنك على الحق، فما يضير الثريا في الجوزاء إن كان في الصحراء كلب ينبح، وعويل هؤلاء ونباح أمثالهم عبر الزمان ما كان ليثبّط أصحاب الهمم المتقدة، ولا ليقلل من شأن المجاهدين في سبيل إعلاء راية الإسلام وأهله، هي كما ذكرتَ سيدي ابتلاءات ومحن لابد منها على الطريق، طريق ملحمة الابتلاء..
تالله ما الدعوات يهزمها الردى يوما وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد، ألهب أضلعي بالسيط ضع عنقي علي السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي وأموت مبتسما ليحياً ديني
نور ابتسامتك أنار الدرب في مآزق أكبر من هذه وأشد، فلا يضيرك شرذمة قليل، قسما بالله خائبٌ ما هم فيه ومتبرّ ما كانوا يعملون.. في استغراب ودهشة تابعنا كلماتهم الهوجاء، واعتلائهم الغريب لمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعديهم على فضيلتك بما لك من مكانة في نفوس المسلمين قاطبة، والفلسطينيين خاصة، الغزيين منهم على وجه الخصوص، قولهم الظلم كان جلياً.. بعدما كانوا يأتون في ناديهم المنكر، خرجوا علينا بأوراق مجزوءة من صحيفة المقاطعة، وعيونهم في محاجرها تدور، يعرفون أن ما يدعون إليه المنكر، ولا يتناهون عنه، يوقنون أنهم يدوسون حرماً مقدساً ولا يتورعون، يعرفون أن الثياب الأطهر هو الذي تحرمل به عباءتك ورغم ذلك يعتدون، ولكنه العناد والجحود.. وماذا ترانا فيهم سنقول؟
سفهاء أم جهلاء؟
جنود إبليس أم جحافل المجحوم أبي جهل أم حلفاء أبي لهب المجذوم؟..
كل الذي قالوه هباء، وسيعلنهم التاريخ حتماً مع اللاعنين، وتبقى مواقفك المشرفة وصورتك النقية في الأذهان بارقة، فما يضيرك إن هم تمادوا وتجشأوا، وإن هم طغوا وبغوا، فمثلك حري به أن يفخر، فأنت على الحق، ومن سواك في الضلال يتربع، رأيك الجريء، والصريح في خيانة وعمالة وخسة كل من تعاون مع الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة أثار حفيظتهم، فما عرفوا السبيل للنجاة بعدما انكشفت سوءتهم، وبانت عورتهم، فبادروا بحملتهم وشنوا هجومهم على عماد راسخ بين ظهرانينا..
للتاريخ بابان يدخل العظماء من أحدهما فتذكرهم الأمة ومناقبهم حتى قيام الساعة بالطيب والنقاء، ومازال القرآن يصم فرعون وقارون وجنودهما، وكل من على جريرتهم إنهم كانوا ظالمين.. لذا ورغم ظلمهم وفحش قولهم، فمن سبوك سيدي قد يحمل لهم القدر في جعبته عبق طيب، بزغ من شمائلك، وانساب مع الطيب من جميل قولك وبديع فعلك، يكفيهم شرفاً أنهم اقترنوا يوماً باسمك، وعلقوا بثيابك.. يوم ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، وأنهم قادرون على النيل من مكانتك في النفوس، وعظمتك في القلوب..
الشيخ د. يوسف القرضاوي في سطور:
– حفظ القران الكريم وهو دون العاشرة، وقد التحق بالأزهر الشريف حتى تخرج في الثانوية و كان ترتيبه الثاني على مملكة مصر، حينما كانت تخضع للحكم الملكي ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه.
– حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر.
– حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب في سنة 1958م.
– لاحقاً في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين
– وفي سنة 1973 م حصل على (الدكتوراة)بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.
– للقرضاوي ما يزيد عن 120 من المؤلفات من الكتب و الرسائل و العديد من الفتاوى كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية و الحية.
– حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ، 1990 م.
– حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1993م 1413هـ.
– وحصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م،
– كما حصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997.
– جائزة سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي لسنة 1999م
– جائزة دبي للقرآن الكريم فرع شخصية العام الإسلامية 1421 هـ.
– جائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية من دولة قطر لعام 2008م، وتسلمها من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 8 نوفمبر 2009م.
– حصل على جائزة الهجرة النبوية لعام 1431 هـ من حكومة ماليزيا وتسلمها من ملك ماليزيا في 18 ديسمبر 2009م.
– في 24 يونيو 2008 احتل المرتبة الثالثة بعد الأول المفكر التركي فتح الله كولن والثاني الاقتصادي البنغالي المسلم الحاصل على جائزة نوبل 2006 محمد يونس ضمن أبرز المفكرين على مستوى العالم في قائمة عشرين شخصية أكثر تأثيرا على مستوى العالم لعام 2008، في استطلاع دولي أجرته مجلتا “فورين بولسي” و”بروسبكت” الأمريكية والبريطانية على التوالي، وقد احتل عمرو خالد فيها المرتبة السادسة.
نشاطات د. يوسف القرضاوي:
– رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
– رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث.
– عضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر.
– يدير موقع الشبكة الإسلامية “إسلام أون لاين على الانترنت .
– عضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
– رئيس هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي ومصرف فيصل الإسلامي بالبحرين .
– عضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا.
– نائب رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت .
– عضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد .